التدهور المعرفي هو جزء مؤسف من عملية الشيخوخة.
مع تقدمنا في العمر، يزداد خطر الإصابة بمرض الزهايمر (AD). يؤثر الاضطراب التنكسي العصبي على الوظائف الإدراكية والذاكرة في الدماغ – وخيارات العلاج الحالية محدودة. اليوم يُقدر أن مرض الزهايمر يؤثر على 44 مليون شخص حول العالم.
بينما لا يوجد علاج معروف لمرض الزهايمر، قد يكون من الممكن أن تساعد المكملات الغذائية في إبطاء أو منع تقدم المرض. على سبيل المثال، تكشف الدراسات التي أجريت على تأثير مكملات أحادي نيوكليوتيد النيكوتيناميد (NMN) في الفئران والجرذان عن إمكانات علاجية كبيرة.
في هذه المقالة، سنقوم بفحص إمكانيات NMN كعلاج للتدهور المعرفي والأمراض المرتبطة بالعمر مثل مرض الزهايمر. سنناقش ما هو NMN، ونفحص كيفية عمله، ونستكشف حدود الأبحاث الحالية حول كيفية تحسينه لأعراض مرض الزهايمر.
مرض الزهايمر هو اضطراب تدريجي في الدماغ يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وضعف الوظائف الإدراكية. هذا المرض هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف - حيث يؤثر على ذاكرة المرضى ومزاجهم وسلوكهم.
عادةً ما يبدأ مرض الزهايمر ببطء ويزداد سوءًا مع مرور الوقت. تدريجيًا، قد يعطل حياة الشخص اليومية. تشمل الأعراض المبكرة لمرض الزهايمر:
- النسيان
- الارتباك
- صعوبة في أداء المهام
مع تقدم الأعراض، قد يعاني مرضى الزهايمر أيضًا من:
- التغيرات المزاجية والسلوكية
- مشاكل اللغة
- ضعف الحكم
بينما لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، يمكن لبعض الأدوية والمكملات والعلاجات الأخرى أن تساعد المرضى في إدارة أعراضهم. البحث مستمر - وتشير الدراسات إلى أن مكملات NMN قد تلعب دورًا في منع تلف الخلايا العصبية وإبطاء تقدم مرض الزهايمر.
ما هو NMN؟
تذكير بأن الشخص يصبح أكثر عرضة لتلف الخلايا العصبية والتدهور المعرفي مع تقدمه في العمر.
قد يكون NMN قادرًا على المساعدة في مواجهة هذا. تظهر الدراسات أن الجزيء الطبيعي له تأثيرات وقائية على الأعصاب.
يُنتج بواسطة الجسم، NMN هو مقدمة للنيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD+): وهو إنزيم مساعد يلعب دورًا مهمًا في إصلاح الحمض النووي، واستقلاب الطاقة، والإشارات الخلوية.
يوجد NAD+ في جميع خلايا الجسم. بدونه، لن تتمكن الخلايا من البقاء على قيد الحياة.
هذه ليست مشكلة لدى الشباب. في بداية الحياة، لدينا كل ما نحتاجه من NAD+. ومع ذلك، بمرور الوقت، ينخفض مستوى NAD+ في الجسم بشكل كبير. يؤدي هذا إلى تلف الخلايا ونقص الطاقة وحالات صحية أخرى. وقد وجد الخبراء أن نقص NAD+ لا يساهم فقط في التدهور المرتبط بالعمر، بل أيضًا في ظهور حالات صحية مثل مرض الزهايمر.
هنا قد يأتي دور المكملات. من خلال تناول مكملات NMN، يعتقد الباحثون أن الجسم يمكنه زيادة إنتاج NAD+ وفي النهاية إبطاء عملية الشيخوخة.
NMN كعلاج محتمل لمرض الزهايمر
لقد وُجد أن مكملات NMN تمنع التدهور المعرفي في الفئران والجرذان المسنة المصابة بمرض الزهايمر. وعلى الرغم من أن الأبحاث محدودة إلى حد ما، إلا أن النتائج قد تنطبق على البشر.
تُظهر الدراسات الحيوانية الحالية وعدًا كبيرًا. على سبيل المثال، استكشفت دراسة حديثة نُشرت في Innovations in Aging تأثيرات مكملات NMN على الوظيفة الإدراكية لدى الفئران الأكبر سنًا (1). ركزت الدراسة على الفئران البالغة من العمر 24 شهرًا (ما يعادل البشر البالغين من العمر 70 عامًا) المصابين بمرض الزهايمر. تم علاج الفئران بـ NMN لمدة أسبوعين.
وجد الباحثون أن تعديل تدفق الدم الدماغي (CBF) عبر الاقتران العصبي الوعائي (NVC) - وهو آلية حيوية تزود الدماغ بالركائز الطاقية من الدم - يمكن أن يساعد في الحفاظ على وظيفة دماغية صحية لدى الفئران.
يؤدي ضعف NVC، على العكس من ذلك، إلى تدهور معرفي. وهناك أدلة على أن انخفاض NAD+ بمرور الوقت يمكن أن يزيد من تفاقم المشكلة. في الواقع، لاحظ الباحثون أن استجابات NVC لدى الفئران المسنة كانت ضعيفة – ومع ذلك وجدوا أن مكملات NMN يمكن أن تستعيد استجابات NVC لديهم.
خلصت الدراسة في النهاية إلى أن انخفاض إمداد NAD+ ساهم في خلل الدماغ المرتبط بالعمر لدى الفئران، مما زاد من تدهورهم المعرفي (1). ومع ذلك، مع مكملات NMN، تحسنت تنسيق الفئران وذاكرتهم العاملة المكانية. بعبارة أخرى، بدأوا في التغلب على بعض أعراض مرض الزهايمر.
يعزز هذا NMN كعلاج محتمل لمرض الزهايمر أو كحل وقائي عصبي للبشر.
مزيد من الأدلة على أن NMN يمكن أن يحسن الإدراك
نُشرت دراسة أخرى في Brain Research أجرت بحثًا مشابهًا - هذه المرة على الفئران المصابة بمرض الزهايمر (2). وجد الباحثون أن مكملات NMN يمكن أن تستعيد الوظيفة الإدراكية وتقلل من تراكم بيتا أميلويد (Aβ) في الفئران ذات الإعاقة الإدراكية.
من الجدير بالذكر أن Aβ هو بروتين يتراكم في الدماغ. ترتبط سمية Aβ بمرض الزهايمر (AD) – ووجدت الدراسة أن مكملات NMN قللت من تراكم Aβ. كما ساعدت على تحسين بقاء الخلايا العصبية، وزيادة التمثيل الغذائي للطاقة وتقليل تراكم أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS).
ROS هو جزيء غير مستقر يلعب دورًا في ضعف الإدراك. إن زيادة مستويات NAD+ في أدمغة الفئران عززت الإدراك الصحي من خلال تنشيط بروتين يسمى SIRT1 وإنتاج إنزيمات مضادة للأكسدة.
كانت النتيجة تقليل الضرر العصبي وزيادة الوظيفة الإدراكية في الفئران (2). تشير النتائج إلى أن مكملات NMN يمكن أن تساعد الفئران المصابة بمرض الزهايمر في منع الضرر الإدراكي واستعادة صحتها العصبية. يظهر هذا أن مكملات NMN قد تكون خيار علاج مكافئ للمرضى البشريين المصابين بمرض الزهايمر والأمراض التنكسية العصبية الأخرى.
خاتمة
لقد وُجد أن مكملات NMN تقدم تأثيرات وقائية للأعصاب في الفئران والجرذان الأكبر سناً المصابة بمرض الزهايمر. إن التأثيرات المعززة للقدرات الإدراكية لمكملات NMN هي نتيجة لتفعيل SIRT1 وتعزيز المسارات المضادة للأكسدة. من المحتمل أن تنتقل هذه الفوائد من النماذج الحيوانية إلى البشرية – مما يساعد الناس على منع تلف الأعصاب مع تقدمهم في العمر.
في السنوات الأخيرة، كانت مكملات NMN تحت الأضواء كوسيلة لمنع أو إبطاء عملية الشيخوخة. بينما هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث على البشر، فإن الجزيء يقدم وعدًا كبيرًا. يمكن لـ NMN أيضًا تحسين البصر، والتخفيف من فقدان السمع وتعزيز الصحة الفسيولوجية العامة.
المراجع:
1. تارانتيني، ستيفانو وآخرون. "NMN ينقذ وظيفة البطانة ووصلات الأوعية الدموية العصبية، مما يحسن الوظيفة الإدراكية في الفئران المسنة." الابتكار في الشيخوخة، المجلد 4، الملحق 1 (2020): 121. doi.org/10.1093/geroni/igaa057.399.
2. وانغ، شياونان وآخرون. "أحادي نيوكليوتيد النيكوتيناميد يحمي من ضعف الإدراك وموت الخلايا العصبية الناجم عن تجمعات بيتا أميلويد." أبحاث الدماغ، المجلد 1643 (2016): 1-9. doi:10.1016/j.brainres.2016.04.060