مع تقدمنا في العمر، تبدأ أجسامنا في التدهور، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأمراض المرتبطة بالعمر. واحدة من أكثر الحالات شيوعًا التي تأتي مع التقدم في السن هي الشيخوخة الخلوية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تراجع في البصر والسمع.
حاليًا، تتوفر علاجات للمساعدة في إبطاء تقدم هذه الحالات، لكنها ليست دائمًا فعالة. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن مركبًا يسمى نيكوتيناميد مونونوكليوتيد (NMN) قد يحمل المفتاح لتحسين البصر والسمع لدى المصابين بالأمراض المرتبطة بالعمر.
NMN هو مركب طبيعي له تأثيرات وقائية على الأعصاب ويمكنه تحسين الوظيفة الفسيولوجية العامة.
في هذه المقالة، سنستكشف إمكانيات NMN كعلاج للأمراض المرتبطة بالعمر، خاصة فيما يتعلق بتحسين البصر والسمع. سنناقش أيضًا الحالة الحالية للعلاجات لهذه الحالات وقيودها.
الأمراض المرتبطة بالعمر، والمعروفة أيضًا بالأمراض الشيخوخية، هي مجموعة من الاضطرابات التي تحدث بشكل رئيسي لدى الأفراد الأكبر سنًا. تُسبب هذه الأمراض نتيجة لمزيج من العوامل الوراثية والبيئية، حيث يُعتبر التقدم في العمر نفسه هو العامل الأكثر تأثيرًا.
أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المرتبطة بالعمر هو الشيخوخة الخلوية، التي تتميز بالتدهور التدريجي للخلايا وتراجع قدرتها على العمل بشكل صحيح.
إحدى أكثر الأمراض المرتبطة بالعمر شيوعًا التي تؤثر على البصر هي التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، وهو السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
وبالمثل، فإن فقدان السمع المرتبط بالعمر هو أيضًا حالة شائعة تؤثر على الأفراد الأكبر سنًا. يمكن أن تؤثر كلتا الحالتين بشكل كبير على جودة حياة الشخص واستقلاليته.
حاليًا، تركز العلاجات الرئيسية للأمراض المرتبطة بالعمر على إبطاء تقدم الحالة وإدارة الأعراض.
ومع ذلك، فإن هذه العلاجات ليست فعالة دائمًا ويمكن أن يكون لها مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من العلاجات التي يمكنها بالفعل تحسين وظيفة الخلايا وعكس آثار الشيخوخة الخلوية.
NMN لوظيفة فسيولوجية شاملة
NMN هو مركب طبيعي موجود وله تأثيرات وقائية على الأعصاب ويمكنه تحسين الوظيفة الفسيولوجية العامة.
إنه مقدمة للنيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD+)، وهو إنزيم مساعد يلعب دورًا حاسمًا في استقلاب الطاقة والإشارات الخلوية.
مع تقدمنا في العمر، تنخفض مستويات NAD+، مما يؤدي إلى تراجع في وظيفة الخلايا. وقد وُجد أن NMN يزيد من مستويات NAD+، وبالتالي يحسن من وظيفة الخلايا ويحمي من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.
وجدت دراسة حديثة أن إعطاء الوسيط NAD+، نيكوتيناميد مونونوكليوتيد (NMN)، للفئران على مدى فترة 12 شهرًا قد خفف بشكل فعال من التدهور الفسيولوجي المرتبط بالعمر (3).
وجدت الدراسة أن NMN الذي يُعطى عن طريق الفم تم استخدامه بسرعة لتخليق NAD+ في أنسجة الفئران، مما أدى إلى قمع زيادة الوزن المرتبطة بالعمر، وتعزيز التمثيل الغذائي للطاقة، وتحسين النشاط البدني، وتحسين حساسية الأنسولين وملف الدهون في البلازما، وتحسين وظيفة العين، من بين فوائد أخرى.
تشير الدراسة إلى أن وسائط NAD+، مثل NMN، لديها القدرة على أن تكون تدخلات فعالة لمكافحة الشيخوخة لدى البشر.
NMN لتحسين البصر
أظهرت الأبحاث الحديثة أن NMN يمكن أن يحسن البصر والسمع في النماذج الحيوانية (1). ووجدت الدراسة أنه عندما تم إعطاء NMN بعد انفصال الشبكية، أدى ذلك إلى تقليل كبير في الضرر الذي يلحق بالخلايا في العين المسماة المستقبلات الضوئية، وكذلك تقليل الالتهاب.
كما وجدت أن NMN ساعد في الحفاظ على سمك طبقة في العين تسمى الطبقة النووية الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن NMN زاد من مستويات جزيء يسمى NAD+ وزاد من نشاط بروتينين، SIRT1 وheme oxygenase-1 (HO-1)، وهما ضروريان لحماية الخلايا من الضرر.
تشير الدراسة إلى أن NMN قد يكون له إمكانات علاجية لعلاج تدهور المستقبلات الضوئية، وهو نوع من الأضرار التي تصيب خلايا العين ويمكن أن تسبب فقدان البصر. كما تشير إلى أن التأثيرات الوقائية لـ NMN قد تكون مرتبطة بالبروتينات SIRT1 وHO-1.
NMN لفقدان السمع
فقدان السمع الناتج عن الضوضاء هو حالة شائعة تؤثر على الأفراد من الشباب وكبار السن. يحدث ذلك عندما يتسبب التعرض للضوضاء العالية في تلف الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى تراجع في السمع.
فقدان السمع المرتبط بالعمر هو أيضًا حالة شائعة ناتجة عن التدهور التدريجي للجهاز السمعي. كلا هاتين الحالتين يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص واستقلاليته.
لقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن مقدمة NAD+ المعروفة باسم NMN يمكن أن تمنع فقدان السمع الناتج عن الضوضاء (2). وعلى الرغم من تعرض الفئران للضوضاء، إلا أن الفئران التي تم إعطاؤها NN كانت لا تزال لديها الأعصاب الحلزونية العصبية (التي تعصب خلايا الشعر القوقعي) سليمة، مما يشير إلى أن هذا العلاج قد يكون فعالاً في منع فقدان السمع.
أيضًا، أظهرت الفئران التي تعبر عن SIRT3 بشكل مفرط مقاومة لفقدان السمع الناتج عن الضوضاء، مما يشير إلى أن SIRT3، وهو سرتوين ميتوكوندري يعتمد على NAD+، يساهم في هذا التأثير الوقائي.
تُظهر هذه النتائج أن إعطاء NMN يُفعّل مسار NAD+-SIRT3، مما يقلل من تدهور النوريتات الناتج عن التعرض للضوضاء، مما يشير إلى استراتيجية علاجية لتجنب هذا النوع من فقدان السمع.
الخاتمة
لقد ثبت أن NMN له تأثيرات وقائية عصبية وآليات عمل في النماذج الحيوانية، خاصة فيما يتعلق بتحسين البصر والسمع.
لديه القدرة على تحسين وظيفة الخلايا وحمايتها من الأمراض المرتبطة بالعمر. بينما هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الإمكانات الكاملة لـ NMN كعلاج للأمراض المرتبطة بالعمر، تشير الدراسات الحالية إلى أنه قد يكون حلاً واعدًا لأولئك المتأثرين بشيخوخة الخلايا.
المراجع:
1. Chen, Xiaohong, et al. "Neuroprotective effects and mechanisms of action of nicotinamide mononucleotide (NMN) in a photoreceptor degenerative model of retinal detachment." Aging vol. 12,24 (2020): 24504-24521. doi:10.18632/aging.202453.
2. Brown, Kevin D وآخرون. "تنشيط SIRT3 بواسطة مقدمة NAD⁺ نيكوتيناميد ريبوسيد يحمي من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء." مجلة Cell Metabolism، المجلد 20، العدد 6 (2014): 1059-68. doi:10.1016/j.cmet.2014.11.003
3. Mills, Kathryn F وآخرون. "الإدارة طويلة الأمد لمونونوكليوتيد النيكوتيناميد تخفف من التدهور الفسيولوجي المرتبط بالعمر في الفئران." مجلة Cell Metabolism، المجلد 24، العدد 6 (2016): 795-806. doi:10.1016/j.cmet.2016.09.013